في السنوات الأخيرة، أصبح تيك توك مصدر دخل رئيسيًا لعدد من الستريمرات التونسيين، خاصة المقيمين في الخارج. هذه الفئة تحصد مبالغ ضخمة يوميًا عبر الهدايا الرقمية، لكنها تتفادى أي رقابة ضريبية سواء في تونس أو في الدول التي يعيشون فيها. خلف الكواليس، تدور عمليات مالية غير شفافة تشمل تحويل الأموال بطرق ملتوية، استغلال حسابات أقاربهم، واللجوء إلى وسائل دفع مثل بايبال والعملات الرقمية (USDT).
بين فرنسا، سويسرا، رومانيا، وألمانيا، يستغل هؤلاء الستريمرات ثغرات قانونية للتلاعب بالنظام المالي، بينما تبقى السلطات عاجزة عن تعقب التدفقات المالية المشبوهة.
التهرب الضريبي: أين تذهب الأموال؟
مع تصاعد شعبية تيك توك، أصبح بعض الستريمرات يجنون آلاف اليوروهات يوميًا، لكن دون التصريح بمداخيلهم لدى السلطات الجبائية في تونس أو في الدول التي يقيمون فيها.
كيف يتم التهرب من الضرائب؟
1. تحويل الأرباح إلى حسابات خارجية
• يتم استخدام حسابات زوجاتهم أو أفراد عائلاتهم لتفادي التدقيق المالي.
• يتم إرسال الهدايا المالية إلى وسطاء ماليين، ليتم تحويلها بعد ذلك عبر طرق يصعب تتبعها.
2. استغلال الثغرات الضريبية في أوروبا
• يتجنب الستريمرات المقيمون في فرنسا وألمانيا ورومانيا التصريح بمداخيلهم، مستفيدين من ثغرات قانونية في الأنظمة الجبائية.
• في سويسرا، يتم إيداع الأموال في حسابات مصرفية بفضل سرية البنوك هناك، مما يجعل تتبعها شبه مستحيل.
3. التحويلات عبر العملات الرقمية (USDT)
• يتم تحويل أرباح تيك توك إلى عملات رقمية مثل USDT وBitcoin، مما يسمح لهم بإخفاء مصدر الأموال.
• يتم سحب هذه الأموال لاحقًا عبر منصات غير خاضعة للرقابة أو عبر وسطاء في السوق السوداء.
“الأخضر”: تيك توك كواجهة للعمل غير القانوني
من بين الظواهر التي انتشرت، هي عمل بعض الستريمرات في وظائف غير قانونية في الخارج (“الأخضر”)، بينما يظهرون على تيك توك وكأنهم يعيشون من البث المباشر فقط.
• بعض الستريمرات يعملون في وظائف غير مصرّح بها في فرنسا أو ألمانيا، ويتلقون مساعدات اجتماعية، بينما يكسبون آلاف اليوروهات عبر تيك توك دون إبلاغ السلطات بذلك.
• يتم إرسال الأموال إلى تونس عبر تحويلات مشبوهة عبر بايبال أو عبر وسطاء ماليين، مما يفتح الباب أمام غسيل أموال محتمل.
من هم الداعمون المجهولون؟
• هناك داعمون يمنحون آلاف اليوروهات يوميًا للستريمرات دون الكشف عن هوياتهم.
• بعض الداعمين يستعملون أسماء مستعارة وحسابات تيك توك مزيفة، مما يثير تساؤلات حول مصدر الأموال.
• هل هذه الأموال تأتي من رجال أعمال، سياسيين، أو حتى شبكات غسيل الأموال؟
تيك توك والتمويلات غير القانونية
• بعض التحليلات تشير إلى أن الأموال التي تدخل إلى تيك توك قد تكون جزءًا من عمليات غسيل أموال مرتبطة بأطراف في تونس وخارجها.
• هل هناك علاقة بين هذه التحويلات المالية والمال المهرب بعد ثورة 2011، خاصة مع ذكر دول مثل سويسرا وفرنسا ورومانيا؟
استغلال العاطفة: كيف يتم خداع المتابعين؟
• ادعاء الحاجة: بعض الستريمرات يتظاهرون بأنهم في ضائقة مالية ويطلبون الهدايا من متابعيهم عبر البث المباشر.
• الابتزاز العاطفي: تهديد المتابعين بقطع البث إذا لم يتم دعمهم ماليًا.
• استغلال القضايا الاجتماعية: جمع التبرعات بحجة دعم القضايا التونسية، بينما تذهب الأموال إلى جيوبهم الخاصة.
التأثير على الشباب التونسي
• تيك توك أصبح مصدر إلهام للشباب، لكن بدل البحث عن فرص عمل حقيقية، أصبح الهدف هو جمع الأموال بأي طريقة.
• خطر تحول الشباب إلى جيل يبحث عن المال السهل دون مجهود، بدل التفكير في ريادة الأعمال أو تطوير المهارات.
الحلول الممكنة: كيف يمكن إيقاف هذه الظاهرة؟
1. تشديد الرقابة المالية
• إجبار تيك توك على تقديم بيانات رسمية حول مداخيل الستريمرات التونسيين للسلطات الجبائية.
• مراقبة التحويلات المالية القادمة من تيك توك إلى الحسابات البنكية في تونس وأوروبا.
2. مكافحة التهرب الضريبي
• فرض ضرائب على الأموال المحولة من تيك توك إلى تونس، كما تفعل بعض الدول الأوروبية.
• إجبار الستريمرات المقيمين في الخارج على التصريح بمداخيلهم، وإلا سيتم فرض عقوبات مالية عليهم.
3. تنظيم القطاع الرقمي
• فرض قوانين تمنع استغلال تيك توك لأغراض غسيل الأموال والاحتيال المالي.
• التعاون مع البنوك الأجنبية لمراقبة التحويلات المالية المشبوهة.
القانون الأوروبي والتبليغ عن الجرائم الإلكترونية
مع تزايد الأنشطة المشبوهة عبر الإنترنت، أصبح التبليغ عن الجرائم الإلكترونية أداة ضرورية لمكافحة التهرب الضريبي، الاحتيال المالي، وتبييض الأموال.
1. القوانين الأوروبية لمكافحة الإجرام الإلكتروني
• قانون DAC7: يجبر تيك توك على مشاركة بيانات أرباح المستخدمين مع سلطات الضرائب الأوروبية.
• التوجيه الأوروبي لمكافحة التهرب الضريبي (ATAD): يفرض ضرائب على أي شخص يحقق أرباحًا داخل حدود الاتحاد الأوروبي.
• قوانين FATF لمكافحة تبييض الأموال: تفرض رقابة صارمة على التحويلات المالية غير المعلنة، خاصة عبر العملات الرقمية.
2. كيف يمكن التبليغ عن الجرائم الإلكترونية؟
التبليغ عن التهرب الضريبي
• فرنسا: impots.gouv.fr | +33 1 72 95 20 00
• ألمانيا: www.bzst.de | +49 228 406-0
• سويسرا: www.estv.admin.ch | estv@estv.admin.ch
التبليغ عن غسيل الأموال
• Europol: www.europol.europa.eu | info@europol.europa.eu
• فرنسا: TRACFIN (www.economie.gouv.fr/tracfin)
• ألمانيا: FIU (www.zoll.de)
• سويسرا: MROS (www.fedpol.admin.ch)
التبليغ عن الاحتيال الإلكتروني
• Action Fraud (المملكة المتحدة): www.actionfraud.police.uk
• Pharos (فرنسا): www.internet-signalement.gouv.fr
• BKA (ألمانيا): www.bka.de
الخاتمة: هل يمكن محاسبة الستريمرات والداعمين المجهولين؟
إذا لم تتحرك السلطات لمواجهة هذه الظاهرة، فإن تيك توك سيظل غابة مالية غير منظمة، تستفيد منها جهات غير معروفة، بينما يبقى المشاهد التونسي هو الضحية الأولى.
ستريمرات بلا محتوى، أموال تتحرك في الظل، وغياب تام للرقابة القانونية… إلى متى تستمر هذه الفوضى؟