في السنوات الأخيرة، أصبح تيكتوك المنصة الأكثر شعبية في تونس، لكنه لم يعد مجرد فضاء للترفيه والتواصل، بل تحول إلى ساحة معركة رقمية تعج بالإهانات، التهديدات، والتشهير العلني. من سبّ الدولة، إلى مهاجمة الرموز الدينية، وصولًا إلى استغلال الفقراء ونشر المعلومات الشخصية، يبدو أن تيكتوك خرج عن السيطرة. كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ولماذا لا توجد أي رقابة؟
1. من منصة ترفيهية إلى مسرح للإهانات الجماعية
في تيكتوك تونس، لم تعد الحوارات تدور حول المحتوى الإبداعي أو الأفكار الهادفة، بل أصبحت معركة مفتوحة بين المستخدمين، حيث تُستخدم الشتائم والإهانات كأسلوب لجذب الانتباه والتفاعل.
• إهانة الدولة ورموزها:
• هجوم مستمر على المسؤولين والسياسيين بأسلوب حاد.
• تشكيك في المؤسسات الرسمية ونشر معلومات غير دقيقة.
• عدم وجود أي عقوبات أو رقابة على هذه التجاوزات.
• الإساءة إلى الدين والمعتقدات:
• استخدام الدين في سياق مثير للجدل لجلب المشاهدات.
• نشر محتوى مسيء دون خوف من العواقب.
• استغلال الخطاب الديني لأغراض تجارية بحتة.
2. التشهير والتهديدات: الخصوصية في خطر
لم يعد التيكتوكرز يكتفون بالجدل والإهانات اللفظية، بل أصبحوا يستخدمون أساليب أكثر خطورة، مثل تسريب الوثائق الشخصية، التشهير، والتهديدات المباشرة.
• نشر المعلومات الشخصية:
• تداول وثائق رسمية وصور خاصة دون إذن أصحابها.
• استخدام البيانات الشخصية كوسيلة للابتزاز والتشهير.
• لا توجد أي قوانين تحمي المستخدمين من هذا النوع من الاستهداف.
• حملات التهديد والتصفية الرقمية:
• استهداف الأشخاص المخالفين للرأي عبر حملات تنمر جماعي.
• تهديدات مباشرة بالاعتداء الجسدي أو الملاحقة.
• تأثير نفسي كبير على الضحايا، خاصة الشباب والمراهقين.
3. دراما الستريمرز: مسرحيات مفبركة لجذب التبرعات
لم تعد الدراما الحقيقية كافية لبعض صناع المحتوى، بل أصبحوا يختلقون سيناريوهات وهمية لإثارة التعاطف وجمع أكبر عدد ممكن من التبرعات.
• استراتيجيات التلاعب بالمشاهدين:
• تمثيل الخلافات العائلية والعاطفية أمام الجمهور.
• افتعال مواقف حزينة أو مأساوية لاستدرار الدموع والمال.
• خلق “عداوات وهمية” بين الستريمرز لإشعال الجدل وجذب التفاعل.
• التأثير الخطير على المتابعين:
• انتشار ثقافة الكذب والتلاعب بالمشاعر.
• دفع الشباب للاعتقاد بأن الربح السهل ممكن دون مجهود حقيقي.
• تدمير القيم المجتمعية عبر الترويج لسلوكيات غير أخلاقية.
4. الأموال المشبوهة: تيكتوك ماكينة ضخ أموال بلا رقابة
تحول تيكتوك في تونس إلى اقتصاد موازٍ، حيث يتم تداول مبالغ ضخمة دون أي تتبع رسمي، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مصادر هذه الأموال وكيفية إخراجها من البلاد.
• من أين تأتي هذه الأموال؟
• تحويلات من الخارج مجهولة المصدر.
• عمليات غسيل أموال تحت غطاء التبرعات.
• استغلال وكالات تيكتوك لتبييض الأموال بشكل غير قانوني.
• لماذا الدولة لا تتدخل؟
• غياب قوانين واضحة لمراقبة المعاملات المالية على تيكتوك.
• صعوبة تتبع التحويلات بسبب طبيعة المنصة الرقمية.
• ضعف الرقابة على الوكالات التي تدير حسابات التيكتوكرز.
5. الدولة التونسية والغياب التام للرقابة
رغم كل هذه التجاوزات، لا تزال الدولة التونسية غائبة تمامًا عن المشهد، حيث لا توجد أي قوانين واضحة تنظم تيكتوك أو تفرض ضرائب على أرباحه.
• لماذا لا توجد رقابة حكومية؟
• تيكتوك لا يعتبر منصة إعلامية رسمية، مما يجعل ضبطه صعبًا قانونيًا.
• نقص في القوانين الرقمية التي تنظم المحتوى على الإنترنت.
• غياب أي مبادرة جدية من الهيئات الرسمية لتنظيم القطاع.
• ما الحلول الممكنة؟
• فرض ضرائب على الأرباح القادمة من تيكتوك.
• مراقبة التحويلات المالية المشبوهة عبر وكالات تيكتوك.
• سنّ قوانين تحمي المستخدمين من التهديدات والاستغلال.
الخاتمة: تيكتوك تونس… أزمة أخلاقية ورقمية تحتاج إلى حلول عاجلة
لم يعد تيكتوك في تونس مجرد منصة للترفيه، بل تحول إلى ساحة فوضوية تعج بالتهديدات، الإهانات، وغسيل الأموال. في ظل غياب الرقابة، أصبح التيكتوكرز يستغلون كل الثغرات لتحقيق مكاسب شخصية، على حساب المجتمع والقيم الأخلاقية. فهل ستتدخل الدولة قبل أن يتحول تيكتوك إلى تهديد حقيقي للأمن الاجتماعي؟