فلوس كبيرة… مشاكل أكبر
مع حلول شهر رمضان، تتصدر “جولات التبرعات” في تيكتوك تونس المشهد، حيث يتنافس كبار الداعمين على ضخ أموال ضخمة تحت شعار “مساعدة المحتاجين”. لكن خلف هذه العروض البراقة، الحقيقة أكثر تعقيدًا:
• غياب الشفافية حول مصادر الأموال ومصيرها.
• منافسات تحوّلت إلى استعراض عضلات وصراعات شخصية.
• تصفية حسابات بين الداعمين أنفسهم، مما جعل التبرعات سلاحًا للضغط بدلًا من وسيلة خير.
مساعدة المحتاجين… أم استعراض نفوذ؟
في الظاهر، الهدف هو دعم المحتاجين، لكن المتابعين باتوا يشاهدون مشهدًا مختلفًا تمامًا:
🔴 سبّ وشتم بين المتنافسين على التبرعات.
🔴 حملات تشويه ضد داعمين قرروا الانسحاب من الجولات.
🔴 سجالات على البثوث حول من هو “الأقوى” في الساحة.
النتيجة؟ الدورة التي كان من المفترض أن تكون عملًا خيريًا تحوّلت إلى ساحة معارك بين أصحاب النفوذ الرقمي، حيث أصبح كل شيء مباحًا من أجل إثبات القوة والسيطرة.
أين الشفافية؟ وأين الدولة؟
عوض أن يتم التبرع مباشرة للجمعيات الخيرية أو المحتاجين، يتم تمرير الأموال عبر تيكتوك، الذي يقتطع نسبة ضخمة.
✅ إذا تم التبرع بـ 1000 دينار، فإن المحتاج لن يحصل إلا على 300 دينار أو أقل بعد اقتطاع تيكتوك ونسبة المنظمين.
✅ هذا يعني أن “جولات المساعدة” تُستخدم لرفع الأرباح الرقمية أكثر من كونها عملاً خيرياً حقيقياً.
أين الدولة من كل هذا؟
رغم تداول هذه الأموال علناً، لا توجد أي رقابة حكومية على تيكتوك أو على مصير هذه التبرعات. فهل ستستمر هذه الفوضى دون أي تدخل لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها؟
🔴 الحل بسيط: لو كان الهدف الحقيقي هو مساعدة المحتاجين، فلماذا لا يتم إرسال التبرعات مباشرة لهم، دون الحاجة إلى تقسيمها مع تيكتوك؟
متى تنتهي هذه الفوضى؟
ما بدأ كمبادرة خيرية تحوّل إلى مسرحية فوضوية يدفع ثمنها المحتاجون الحقيقيون. بينما تظل الدولة في موقف المتفرج، تبقى الأسئلة المطروحة:
• أين تذهب هذه الأموال بعد انتهاء الجولات؟
• لماذا لا توجد رقابة رسمية على التبرعات الرقمية؟
• متى تتوقف المنافسات التي تحوّل العمل الخيري إلى معركة نفوذ؟
ما هو مؤكد أن رمضان على تيكتوك تونس لم يعد شهرًا للعطاء، بل موسمًا لتصفية الحسابات وعرض القوة المالية.