تيك توك تونس: دعم بالملايين، داعمون مجهولون، وأموال بلا أثر… من يحرك الخيوط؟

· دقيقة قراءة
داعمون مجهولون، وأموال بلا أثر

اقتصاد تيك توك الموازي في تونس

في شوارع تونس، لم يعد النجاح يقاس بالشهادات الجامعية أو بالمشاريع الناشئة، بل بحجم “الدعم” الذي يتلقاه الستريمر يوميًا على تيك توك. سيارات فاخرة، أموال تصرف ببذخ، وهدايا تتجاوز أحيانًا ما يحصل عليه وزير في الحكومة! لكن وراء هذا الثراء السريع، يختبئ عالم غامض من التدفقات المالية المشبوهة، حيث تختفي الشفافية، وتظهر أسماء مجهولة تغدق الأموال بلا هوية واضحة.

كيف يمكن لشاب في العشرينات أن يتحصل على عشرات الآلاف من الدينارات أسبوعيًا دون عمل رسمي؟ من أين تأتي هذه الأموال؟ ولماذا يُفضل الداعمون الاختفاء وراء أسماء مستعارة؟ والأخطر من ذلك: هل هناك علاقة بين هذه الأموال وما يحصل عليه بعض المهاجرين الأفارقة في تونس من تحويلات ضخمة؟

الكوميتة والداعمين السريين: من يقود اللعبة؟

في كل بث مباشر، هناك حرب خفية بين الداعمين، أو كما يُطلق عليهم في عالم تيك توك: “الكوميتة”. هؤلاء الأشخاص الذين يدعمون الستريمرات بأموال ضخمة يتنافسون فيما بينهم دون أن يكشفوا عن هوياتهم الحقيقية. بعضهم يظهر بأسماء حسابات غريبة، والبعض الآخر يُعرف فقط من خلال صوته. لكن المشترك بينهم جميعًا هو أنهم يملكون قوة مالية جبارة، تجعلهم يغيرون حياة أي ستريمر في لحظة.

الطابع الغامض لهذه التمويلات يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات:

• هل نحن أمام شبكة تبييض أموال تستخدم تيك توك كواجهة؟

• هل هناك جهات سياسية محلية أو أجنبية تموّل بعض الستريمرات لتحقيق أهداف معينة؟

• لماذا يرتبط أغلب الداعمين الخفيين بدول مثل سويسرا، فرنسا، وبلدان الخليج؟

فلوس التيك توك والأموال المشبوهة للمهاجرين الأفارقة: هل هناك رابط؟

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التقارير حول تدفق أموال كبيرة إلى بعض المهاجرين الأفارقة في تونس. المفارقة أن العديد من هؤلاء لا يملكون وظائف ثابتة، ومع ذلك يتلقون تحويلات مالية ضخمة تفوق أحيانًا رواتب المسؤولين الحكوميين!

السيناريو المحتمل هنا خطير جدًا:

استخدام المهاجرين كواجهة لنقل الأموال بطريقة لا تثير الشبهات.

توظيف المهاجرين في شبكات مالية غير قانونية لتمويه مصادر الأموال.

ارتباط هذه التمويلات بشبكات دولية تستغل الفوضى الاقتصادية في تونس.

وفقًا لبعض التقارير الصحفية، فإن المعاملات المالية عبر تطبيقات إلكترونية مثل تيك توك أصبحت طريقة جديدة لتحويل الأموال بطرق غير تقليدية. لا حاجة للبنوك أو التصاريح الرسمية، بل مجرد هدايا رقمية تتحول إلى أموال نقدية خلال ساعات!

السياسة والهروب الكبير: هل الستريمرات واجهة لتمويلات مشبوهة؟

لم يعد تيك توك في تونس مجرد منصة للترفيه، بل أصبح مسرحًا لحروب خفية بين الستريمرات والداعمين. لكن في الخلفية، هناك أسماء سياسية هربت خارج تونس، ويُقال إن بعضها لا يزال نشطًا في دعم شخصيات معينة على المنصة.

إذا تأكد هذا الربط، فإن الأمر يتجاوز مجرد تبييض أموال، ليصبح جزءًا من أجندات سياسية خفية تستخدم المال الرقمي كأداة تأثير غير مرئية.

دور الدولة التونسية والقانون: هل هناك حل؟

على الورق، تمتلك تونس قوانين لمكافحة هذه الظواهر:

القانون عدد 26 لسنة 2015 الخاص بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال.

القانون المتعلق بالتصريح بالمكاسب والمصالح لضمان الشفافية المالية.

هيئة مكافحة الفساد والبنك المركزي اللذان يمكنهما مراقبة التحويلات غير القانونية.

لكن الواقع مختلف تمامًا، فحتى الآن، لم تُفتح أي تحقيقات رسمية جادة حول مصدر هذه الأموال، ولا يزال تيك توك يتحول إلى منصة للاقتصاد الموازي الذي لا تخضع أمواله لأي رقابة حقيقية.

الحقيقة المفقودة

بين الستريمرات التونسيين الذين أصبحوا أغنياء بين ليلة وضحاها، والمهاجرين الذين يتلقون تحويلات غامضة، وبين السياسيين الذين هربوا للخارج، هناك قصة لم تُروَ بعد.

هل نحن أمام شبكة معقدة من تبييض الأموال والتمويلات غير المشروعة؟ أم أن هذه مجرد فرضيات تحتاج إلى تحقيق رسمي؟

في انتظار الإجابة، تستمر عجلة الأموال التيكتوك التونسي في الدوران…