في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات البث المباشر، خاصة تيك توك، مصدر دخل سريع للبعض. يحقق بعض الستريمرز أرباحًا ضخمة في أقل من شهر، ما يتجاوز أجور كبار المسؤولين. ومع حلول شهر رمضان، ترتفع هذه الأرباح بشكل غير مسبوق، مما يثير تساؤلات حول مصدر هذه الأموال، مدى شفافية عمليات الدفع، وتأثير هذه الأموال على الشباب الذين بدأوا يرون في "الستريمر" نموذجًا للنجاح السريع بدلًا من الدراسة أو العمل التقليدي.
كيف يحقق الستريمرز هذه الأرباح؟
تعتمد أرباح الستريمرز بشكل رئيسي على الهدايا الرقمية التي يرسلها المتابعون أثناء البث المباشر. إليك أبرز مصادر دخلهم:
- الهدايا الرقمية: تقدم تيك توك مجموعة من الهدايا الافتراضية التي يشتريها المستخدمون بأموال حقيقية، ثم يرسلونها إلى الستريمرز. يمكن للستريمرز تحويل هذه الهدايا إلى أموال نقدية.
- التحديات والمسابقات: يدخل بعض الستريمرز في "حروب" للحصول على أكبر عدد من الهدايا في وقت معين.
- الشبكات الداعمة: بعض الحسابات تعتمد على دعم مالي من مجموعات خارجية، وخاصة من خارج تونس، الذين يرسلون مبالغ ضخمة بانتظام.
أرقام خيالية: من يكسب أكثر من وزراء دولة؟



المصدر : https://t.me/Elbankeji/5705
تشير التقديرات إلى أن بعض الستريمرز يمكنهم تحقيق ما بين 50,000 إلى 200,000 دينار تونسي أو أكثر في رمضان، أي ما يعادل:
- أضعاف راتب الوزراء في شهر واحد.
- أكثر من دخل موظف تونسي عادي في سنوات
هذه الأرقام تجعل الستريمرز أمثلة للثراء السريع، مما يدفع الشباب إلى التخلي عن التعليم أو العمل التقليدي في سعيهم وراء "النجاح السهل" على منصات مثل تيك توك.
هل هذه الأموال شفافة؟
- غياب التصريح الضريبي:
لا يوجد إطار قانوني واضح يُجبر الستريمرز على التصريح بمداخيلهم، مما يعني أن الدولة تخسر ضرائب ضخمة. بعض الستريمرز قد يحوّلون الأموال إلى حسابات خارجية أو يستخدمون وسطاء لتجنب التتبع. - مصادر الأموال: من هم هؤلاء "الداعمين"؟
العديد من الهدايا تأتي من حسابات مجهولة، وغالبًا ما تكون من خارج تونس. هذا يطرح تساؤلات حول من يرسل هذه الأموال، ولماذا يدفع أشخاص أجانب مبالغ ضخمة لستريمر تونسي؟ - احتمالات غسل الأموال:
هناك احتمالات لاستغلال نظام الهدايا الرقمية في غسل الأموال، عبر إرسال مبالغ ضخمة تحت غطاء "دعم الستريمر"، ثم استعادتها بطرق غير مباشرة.
الجانب الأخلاقي: بين الفضائح والمحتوى الهابط
- الستريمرز لم يساهموا في دعم المجتمع رغم أرباحهم:
رغم المبالغ الضخمة التي يجنيها الستريمرز، إلا أن معظمهم لم يظهر أي مبادرات خيرية أو دعم فعلي للمحتاجين. بل يفضلون استعراض حياتهم الفاخرة وشراء السيارات الفخمة. - محتوى قائم على السب والإساءة للغير:
العديد من الستريمرز اشتهروا بخلق الجدل عبر السب والشتم، مما يجعل تيك توك منصة للصراعات الافتراضية. - أمثلة على الفضائح:
مثل حادثة "الخلعة الكحلة" أو فضيحة "تقطيع العلم"، حيث استغل بعض الستريمرز هذه الأحداث لزيادة شهرتهم وأرباحهم. - الابتزاز العاطفي:
بعض الستريمرز يستغلون عواطف المتابعين للحصول على المزيد من الهدايا، من خلال التظاهر بأزمات مالية أو عاطفية.
التهرب الضريبي: هل الستريمرز داخل تونس وخارجها يدفعون الضرائب؟
لا يوجد رقابة فعلية على مداخيل الستريمرز، سواء داخل تونس أو خارجها. الكثير منهم لا يصرح بمداخيله، مما يفتح المجال للتهرب الضريبي، في ظل غياب قوانين واضحة تلزم الستريمرز بالإبلاغ عن مداخيلهم.
أبعاد قانونية: هل هناك تهرب ضريبي رسمي؟
- هل هناك قوانين واضحة في تونس لتنظيم أرباح المحتوى الرقمي؟
في تونس، يفرض القانون ضرائب على دخل الأنشطة التجارية بما في ذلك الأنشطة الرقمية. ومع ذلك، لا توجد قوانين تحدد كيفية التعامل مع دخل الستريمرز. - هل يمكن للدولة إجبار تيك توك على مشاركة بيانات المداخيل؟
يشترط بعض القوانين الأوروبية على المنصات الرقمية تقديم بيانات تفصيلية عن المستخدمين ودخلهم، مما قد يساعد في مكافحة التهرب الضريبي. - هل يوجد ستريمرز تمت ملاحقتهم بسبب التهرب الضريبي؟
في تونس، لا توجد حالات شهيرة للستريمرز الذين تمت ملاحقتهم قضائيًا بسبب التهرب الضريبي، لكن هناك شبهة تهرب في العديد من الحالات.
تأثير المحتوى الهابط على المجتمع
- كيف يساهم المحتوى التافه في نشر ثقافة الكسل والثراء السريع؟
بعض محتوى تيك توك يعزز فكرة أن النجاح يمكن أن يتحقق بسرعة من خلال السلوكيات غير الأخلاقية، مما يساهم في نشر ثقافة الكسل بين الشباب. - كيف يتأثر الأطفال والمراهقون بهذا النوع من المحتوى؟
الأطفال والمراهقون قد يتأثرون بسهولة بالمحتوى الذي يروج للثراء السريع، مما يساهم في تقليل اهتمامهم بالتعليم أو العمل الجاد.
علاقة هذه الأرباح بغسل الأموال
- تحليل سيناريوهات محتملة لاستعمال تيك توك كأداة لغسل الأموال
هناك احتمال أن بعض الجهات تستخدم تيك توك لتحويل الأموال بطرق غير قانونية، من خلال إرسال مبالغ ضخمة تحت غطاء الهدايا الرقمية. - هل هناك جهات خفية تستغل هذه المنصة لتحويل الأموال بطرق غير قانونية؟
بعض الستريمرز قد يكونون جزءًا من شبكات منظمة تستغل المنصات الرقمية لتهريب الأموال.
تأثير تيك توك على السلوك الاجتماعي
- زيادة ظاهرة الاستفزاز والتحديات السلبية بين الشباب للحصول على المشاهدات
أصبحت بعض التحديات على تيك توك تتضمن سلوكيات استفزازية تهدف فقط لزيادة المشاهدات. - انتشار التقليد الأعمى للمؤثرين دون التفكير في العواقب
العديد من الشباب يقلدون المؤثرين دون النظر في العواقب الاجتماعية أو المهنية لهذه التصرفات.
الحلول التقنية والرقابية
- كيف يمكن للدولة فرض رقابة مالية على هذه الأنشطة دون المساس بالحريات؟
يمكن فرض رقابة على المعاملات المالية عبر الإنترنت، ومراقبة التحويلات الكبيرة من حسابات مجهولة المصدر لضمان الشفافية. - هل يمكن لتيك توك وضع قيود على الهدايا الكبيرة أو توفير بيانات أكثر شفافية حول الداعمين؟
يمكن لتيك توك أن يتعاون مع الحكومات لتوفير تقارير أكثر شفافية عن مصدر الأموال وكيفية استخدامها على منصته.
احتمالية تورط الستريمرز في شبكات مشبوهة
- هل هناك أدلة على أن بعض الستريمرز يعملون ضمن شبكات منظمة؟
هناك دلائل تشير إلى أن بعض الستريمرز قد يكونون جزءًا من شبكات تهريب الأموال أو الاحتيال، مما يستدعي مزيدًا من التحقيقات.
تأثير هذه الظاهرة على سوق العمل التونسي
- هل تراجع اهتمام الشباب بالوظائف التقليدية بسبب الإغراءات السريعة؟
يساهم الدخل السريع الذي يحصل عليه الستريمرز في تحفيز الشباب على التخلي عن الوظائف التقليدية مثل التعليم والهندسة. - هل هناك تهديد على قطاعات معينة مثل التعليم، الهندسة، أو الإعلام؟
قد يتأثر قطاع التعليم والمهن التقليدية بسبب تزايد التوجه نحو العمل الرقمي السهل.
تحقيق الأرباح عبر الإنترنت ليس جريمة، لكن عندما تتحول هذه الأرباح إلى سوق غير شفاف مليء بالممارسات المشبوهة، يصبح الأمر خطرًا على الاقتصاد والمجتمع. يجب على السلطات التونسية اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المستخدمين وضمان شفافية هذه الأرباح، والتأكد من أن "النجاح السريع" لا يأتي على حساب القيم الأخلاقية والمهنية.