رمضان، الشهر اللي المفروض يكون شهر الرحمة والتضامن، ولى في تونس موسم للاستغلال. في الوقت اللي الناس تستنى فيه المساعدة، تلقى روحها وسط لعبة سياسية كبيرة. القفة، الصدقات، الحملات الخيرية، الكلها حاجات ظاهرها فيه الخير، لكن باطنها لعبة قذرة، فيها أحزاب معارضة مخفية، ترويج سياسي مستتر، وفلوس تتحرك في الخفاء. أما المتضرر الحقيقي؟ المواطن البسيط، اللي يصدق المسرحية، ويدخل في دوامة التلاعب بدون حتى ما يفهم.
تيكتوك: المنصة الجديدة للحملات السياسية المخفية
زمان، السياسة كانت تلعب في التلفزة والراديو، أما اليوم، كل شيء تبدل. تيكتوك، اللي بدا كتطبيق متاع فيديوهات ترفيهية، ولى اليوم ساحة حرب إعلامية. الأحزاب المعارضة، اللي كانت غايبة على المشهد العلني، رجعت بقوة عبر تيكتوك، لكن مش بطريقة مباشرة. ما عادش تلقى زعيم سياسي يحكي في برنامج تلفزي، بل تلقى تيكتوكور شباب، يبكوا على الوضع، يحكوا على الفساد، يهاجموا الدولة، وكل هذا بطريقة ذكية تخلي المشاهد يتعاطف بلا ما يفهم أنه داخل في عملية ترويج خفية.
الأحزاب المخفية تلعب لعبة خطيرة: تصنع الضحية، تعطي الحل، وتربط المشاهد بيها نفسيًا. كل يوم فيديوهات توجع القلب، ناس تبكي، عائلات محرومة، وشباب مقهور. لكن في المقابل، فما “منقذين” يظهروا: فلان اللي يعاون، فلان اللي يوزع، فلان اللي يحكي بصوت “المظلومين”. هذا الكل مش حبًا في الخير، بل خطة واضحة: زرع فكرة، تحريك العاطفة، وخلق تبعية نفسية تجعل الناس ترتبط بهم وتصدقهم.
قفة رمضان: صدقة أم دعاية انتخابية؟
المساعدات الاجتماعية ما عادش عمل خيري تلقائي، ولات حملة دعائية ممنهجة. في كل رمضان، تبدأ نفس المسرحية: تيكتوكور يوزعوا قفة رمضان، يوثقوا كل شيء، يعملوا مناظر بكائيات، لكن الهدف مش إغاثة المحتاج، بل إثبات النفوذ، وتوجيه الرأي العام نحو طرف معين.
الأحزاب المعارضة المخفية لقات في تيكتوك فرصة ذهبية. بعيدة عن الرقابة، وتحت غطاء “العمل الخيري”، قاعدة تبني شبكات دعم سرية:
• جمعيات وهمية تجمع تبرعات بدون أي شفافية.
• تيكتوكور يخدموا أجندات، بعضهم حتى ما يعرفش روحه مستغل.
• دعاية ممنهجة تصور الدولة كأنها غايبة، والأحزاب المعارضة كأنها الحل الوحيد.
والسؤال الحقيقي: وين الدولة؟ علاش ما فماش رقابة على الفلوس اللي تدخل وتخرج؟ وكيفاش يتم استغلال عواطف الناس لبناء نفوذ سياسي مخفي؟
التيكتوكور المثيرين للجدل: المال، النفوذ، والعلاقات المشبوهة
بعض الأسماء في تيكتوك ولات معروفة بارتباطاتها المشبوهة:
• تيكتوكور متورط في حادثة العلم، يتحرك بحرية، يروج لخطابات سياسية تحت غطاء الوطنية.
• آخر زار تركيا، ودخل في علاقات غامضة مع شخصيات مشبوهة، وتبدلت نبرته من مجرد صانع محتوى إلى صوت سياسي غير مباشر.
• بعضهم عندهم تمويلات غير واضحة، لكن الدولة ساكتة، وكأنها عاجزة على فك خيوط اللعبة.
المشهد هذا يطرح سؤال خطير: هل تيكتوك اليوم أصبح وسيلة لنشر أفكار سياسية معينة، دون أي محاسبة؟ ومن يقف وراء تمويل هذه الحملات؟
الدولة الغايبة، والمشاهد الضحية
المشكلة الأكبر مش في التيكتوكور، ولا في الأحزاب، بل في الدولة اللي مازالت غايبة. اليوم، منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أخطر من القنوات التلفزية، لكن الدولة ما زالت تتعامل معاها وكأنها مجرد فضاء افتراضي. الأموال تتحرك، الأفكار تنتشر، والناس تتأثر، لكن لا قوانين، لا رقابة، ولا محاسبة.
أما المواطن العادي، فهو الضحية الأولى:
• يصدق المسرحيات العاطفية، ويشارك في حملات التبرع بدون معرفة الوجهة الحقيقية للأموال.
• ينجرف وراء موجات التحريض والتوجيه السياسي، بدون ما يشعر أنه داخل في عملية غسل دماغ رقمي.
• يعيش في دوامة إحباط، سبّ، وانقسامات، في وقت هو محتاج لحلول حقيقية، مش مجرد شعارات على تيكتوك.
خاتمة: إلى متى يبقى المواطن ضحية؟
تيكتوك اليوم تحول إلى ساحة حرب سياسية غير معلنة، والضحية الكبرى هو المواطن البسيط. طالما الدولة ساكتة، وطالما الناس تستهلك المحتوى بدون وعي، اللعبة بش تتواصل، والاستغلال بش يزيد. الحل؟
• الوعي الإعلامي: لازم الناس تفهم أن مش كل ما يظهر على تيكتوك هو الحقيقة، وأن وراء كل حملة “خير” فما غايات خفية.
• المطالبة بالشفافية: الجمعيات اللي تجمع الفلوس لازم تخضع لرقابة صارمة، والتيكتوكور اللي يروجوا لأجندات سياسية لازم يتحاسبوا.
• تفعيل القوانين: الدولة لازم تتحرك قبل ما تخرج الأمور عن السيطرة، لأن تيكتوك اليوم ولى أخطر من القنوات الإعلامية التقليدية.
في النهاية، المواطن وحده قادر يوقف هذا الاستغلال، إذا قرر يفهم اللعبة، وما يكونش مجرد رقم في حسابات تيكتوكور وأحزاب تلعب في الخفاء.