مع دخول رمضان، يتحوّل تيك توك التونسي إلى ساحة معركة جديدة، لكن هالمرة مش على الفضائح والتنمر، بل على “فعل الخير”! التيكتوكرز اللي كانوا طول العام يسبّوا بعضهم ويعملوا دراما، فجأة يوليوا ملائكة الرحمة، كل واحد يحاول يبيّن روحه الأكثر إنسانية، الأكثر عطاءً، والأكثر سخاءً… لكن الحقيقة؟ منافسة شرسة على من يصنع أفضل صورة لنفسه باستغلال فقر الناس.
1. السباق نحو “التوبة العلنية”
كل تيكتوكر عنده ماضي مليان معارك، شتائم، وتجاوزات… لكن مع دخول رمضان، تتبدّل اللعبة:
• يبدأ البعض بتوزيع القفف والمساعدات، وكل حركة مصوّرة بدقة.
• آخرون يزورون العائلات المعوزة ويصورون دموعهم لحصد التفاعل.
• بعضهم يوثق “المبادرات الخيرية” بالبثوث المباشرة، ليشجعوا المتابعين على التبرع… طبعًا من خلالهم!
2. حرب الصور: من الأكثر إنسانية؟
في هذا السباق، كل تيكتوكر يحاول يكون الأفضل في إبراز صورته كفاعل خير، بينما في الحقيقة، كل شيء مخطط بدقة لضرب عصفورين بحجر:
• تنظيف سمعته بعد عام من الفضائح
• كسب تعاطف المتابعين وزيادة الشهرة
واللي يخلّي الأمر أكثر وضوحًا هو المنافسة بينهم:
• تيكتوكر “X” ينزل فيديو يوزّع مساعدات؟ تيكتوكر “Y” يعمل لايف ويتبرّع بمبلغ أكبر قدام الكاميرا.
• تيكتوكر “Z” يظهر في دار مسنين؟ تيكتوكر “W” يسبقو ويدخل للسبيطار باش يزور المرضى.
• كل واحد يحاول يصنع المشهد الأكثر تأثيرًا، الأكثر “دموعًا”، والأكثر انتشارًا.
3. الفقر كأداة تسويق
المشكلة الحقيقية مش في تقديم المساعدات، بل في الطريقة اللي يتم استغلالها. الفقراء ما عادوا مجرد ناس يحتاجوا العون، بل أصبحوا جزءًا من استراتيجية التسويق لكل تيكتوكر يسعى لتلميع صورته. الكاميرات دايمًا حاضرة، والابتسامات المبالغ فيها، وكأننا في عرض تمثيلي متقن.
4. بعد رمضان… العودة للحقيقة؟
السؤال الأكبر: وين باش يكونوا هؤلاء التيكتوكرز بعد رمضان؟ هل باش يواصلوا فعل الخير، ولا يرجعوا للسبّ والدراما؟ الواقع يثبت أن “التوبة الموسمية” ما تدومش، وبمجرد نهاية الشهر، ترجع الحروب الكلامية، الشتائم، والصراعات المعتادة.
خاتمة: بين النفاق والحقيقة
في النهاية، الأعمال الخيرية تبقى مهمة، لكن وقت تولي مجرد وسيلة لمسح الماضي الأسود وكسب الشهرة، تتحول إلى نفاق علني. الفقر مش أداة للترويج الذاتي، والناس اللي تعاني مش محتاجة كاميرا تصورها، بل محتاجة مساعدة حقيقية… بعيدًا عن استعراض التيكتوكرز!