تيكتوك في تونس ما عادش مجرد منصة ترفيهية، ولى ساحة مفتوحة للتلاعب المالي والسياسي. تحت غطاء المحتوى العفوي، البثوث المباشرة، والهدايا الرقمية، يتم تمرير أموال بمبالغ خيالية بلا ضرائب، بلا رقابة، وبلا أي شفافية. كل تيكتوكر يلقى دعم بالملايين، يجي يقولك: “الداعم يحبني وواقف معايا!”، لكن السؤال الحقيقي: شكون هالداعمين؟ شكون يمول؟ وشكون المستفيد؟
أغلبهم يا أشخاص مهمين في الخفاء، يا حسابات مجهولة بدون صور، يا حتى أسماء وهمية تتبدل كل مرة. لا حد يعرف مصدر الفلوس، لا حد يحاسب، وفي الأثناء، الدولة غايبة والضحايا كالعادة المشاهد البسيط اللي ما يعرفش اللعبة اللي تدور من وراه.
كيف يتم تبييض الأموال عبر تيكتوك؟
تبييض الأموال هو تحويل الفلوس “الوسخة” إلى فلوس قانونية، وتيكتوك اليوم أصبح الوسيلة المثالية للعملية هذه. إليك كيف تصير:
1. الهدايا الرقمية – غسل الأموال بطريقة نظيفة
• عندك فلوس مصدرها مشبوه (رشوة، تهريب، فساد، تجارة ممنوعة…)؟ بسيطة، شري هدايا رقمية من تيكتوك، أرسلها لتيكتوكر معين، وهو يسحبها كأرباح نظيفة.
• بعد ما الفلوس تدخل، التيكتوكر يرجّع نصيب معين للداعم بطريقة غير مباشرة، والباقي يبقى عنده كربح قانوني.
2. الداعمين مجهولين – الفلوس تدخل بلا أثر
• معظم التيكتوكور اللي يتلقاو دعم كبير، يقولك: “أشخاص يحبوني ويشجعوني”، لكن في الواقع، الداعمين إما حسابات بدون صور، بأسماء غريبة، أو ناس عندهم علاقات في الخفاء.
• كيفاش شخص مجهول يبعث مئات أو آلاف الدنانير لمجرد “حب”؟ المنطق يقول العكس: الفايدة تجيب الفايدة، والمصالح تجيب المصالح.
3. البثوث المباشرة – غطاء للتبرعات غير الشرعية
• كل ليلة، بث مباشر جديد تحت شعار: “ساعدوا الفقراء”، “حملة خيرية”، “دعم المحتوى”، لكن في الواقع، البثوث هذه أحيانًا تتحول إلى محطات لتبييض الأموال.
• الداعمين يتنافسوا على من يرسل أكثر، لكن لا حد يعرف هل الأموال هذه تدخل للفقراء فعلًا، ولا ترجع لأصحابها بعد ما تمر على واجهة قانونية؟
4. لا ضرائب، لا رقابة، لا قوانين
• الفلوس تتدور في التيكتوك، لا الدولة تراقبها، لا الضرائب تطبق عليها، لا أي جهة رسمية عندها فكرة على الأرقام الحقيقية اللي تتحرك يوميًا.
• في أي بيزنس عادي، أي دينار يخرج لازم يكون عنده سجل ومصدر، أما في تيكتوك، الأمور ماشية بعشوائية خطيرة.
تيكتوك وتحالفاته الخفية – من يدير اللعبة؟
1. التيكتوكور في خدمة أجندات خفية
بعض المؤثرين أصبحوا وسيلة لنشر أفكار معينة بطريقة غير مباشرة، تحت غطاء الكوميديا، المحتوى الاجتماعي، أو حتى الدين. الدولة مشغولة بالمشاكل اليومية، وفي الأثناء، تيكتوك يتحول لأداة لغسل العقول والتأثير على الشباب.
2. علاقات مع شبكات خارج تونس
ما عادش سر أن بعض التيكتوكور عندهم علاقات بأطراف خارجية، من تركيا إلى دبي، وين يتم ترتيب لقاءات مع شخصيات عندها نفوذ مالي وسياسي. الهدف؟ تحريك الرأي العام، الترويج لأجندات معيّنة، وضمان تدفق الأموال المشبوهة بلا مشاكل.
3. الدولة غايبة – ولا تستفيد من أموال تيكتوك
أي نشاط اقتصادي في تونس عليه ضرائب، إلا التيكتوكور، يربحوا بالملايين بلا أي التزام. في الوقت اللي المواطن العادي يتعب باش يلقى قوت يومه، تيكتوكور يعيشوا من الفلوس المتدفقة من مصادر مجهولة، بدون أي رقابة.
خاتمة: المشاهد هو الضحية الأولى
بين غسل الأموال، التلاعب بالمحتوى، وتضليل المشاهدين، تيكتوك في تونس أصبح ساحة حرب مخفية، فيها ناس تلعب بالفلوس، وناس يتم استغلالهم دون ما يحسوا. الحل؟ الوعي أولًا، والمسائلة ثانيًا. إذا الدولة ما تدخلتش، المجتمع لازم يفيق قبل ما يتحوّل تيكتوك من مجرد منصة ترفيه إلى شبكة فساد مالي وسياسي.